(محتويات)
الفصل 2 الموجة العالمية - نهاية الحقبة الاستعمارية والقوتين العظميين
الناشئين (24)
062(3/4) مقاتلون فدائيون
أم لاجئون؟ تنقّلات الشعب الفلسطيني
لم تتوقف منظمة التحرير الفلسطينية عن شن هجمات حرب
العصابات على إسرائيل بعد انتقالها إلى بيروت. فتزايدت أعداد اللاجئين الفلسطينيين
بسبب الهجمات الإسرائيلية المضادة الشديدة. وظهرت مخيمات كبيرة للاجئين
الفلسطينيين في جنوب لبنان. قام المتطرفون الفلسطينيون النافذي الصبر بدعوة
المنظمات الأجنبية المسلحة المتوافقة مع توجهاتهم. وقامت منظمة التحرير الفلسطينية
بأنشطة إرهابية ضد اليهود في بلاد الخارج كما قام الإرهاب الأجنبي بمهاجمة اليهود
داخل إسرائيل.
وقع نتيجة ذلك حادثان رئيسيان في عام 1972. حيث قام
الجيش الأحمر الياباني بإطلاق النار من بنادق أوتوماتيكية وقتل 26 شخصاً في مطار
تل أبيب الدولي في مايو 1972. قام الإرهابيون اليابانيون بمهاجمة المواطنين
العاديين بشكل عشوائي كما قام إرهابي انتحاري بتفجير القنابل اليدوية. كان ذلك
حادثاً يصعب تصديقه في العالم الإسلامي. فلم يكن قد قام أي من الإرهابيين المسلمين
بهجمات انتحارية من قبل لأن الأديان التوحيدية كالإسلام والمسيحية واليهودية تمنع
الانتحار. يضع البشر حياتهم في يد الله ولا يجوز لهم إنهاءها بمشيئتهم. إلا أن
اليابانيين القادمين من الشرق كانوا يعتقدون بأن موت المرء في سبيل إيمانه هو مثال
الإيمان الأسمى. ربما كان ذلك الانتحاري الياباني يفكر في الكاتب الشهير يوكيو
ميشيما الذي كان قد أقدم على الانتحار بطريقة الهاراكيري قبل سنتين من ذلك. لقد
كان ذلك التفجير الانتحاري حادثاً روع العالم الإسلامي. وكان رائد التفجيرات
الانتحارية. فقد وقعت العديد من التفجيرات الانتحارية في العقود اللاحقة.
بعد ثلاثة أشهر من ذلك قامت جماعة "أيلول
الأسود" الفلسطينية المتطرفة بقتل تسعة رياضيين إسرائيليين في ميونيخ خلال
الألعاب الأولمبية في أغسطس 1972. وأصبحت منظمة التحرير الفلسطينية ملاحَقَة من
قبل إسرائيل. إضافة إلى أن اندلاع الحرب الأهلية في لبنان جعل الوضع أكثر تعقيداً
وسوءاً. وتم طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت فانتقلت إلى تونس عام 1982.
(يتبع ----)
Areha
Kazuya
(من مواطن عادي في السحابة)
No comments:
Post a Comment