(محتويات)
الفصل 5: اثنان من التقويمات (ميلادي وهجري)(17)
131 (3/4)
الانتقام والانتقام المضاد
رحب الفلسطينيون في الأراضي المحتلة واللاجئون
الفلسطينيون الذين يعيشون في الأردن بهجمات الصواريخ العراقية على إسرائيل. كان من
عادة القادة في البلدان العربية عند مخاطبة الشعب أن يقولوا بأنه يجب رمي إسرائيل
في البحر المتوسط. إلا أنه لم يكن هناك مِن قائد قام بأية مبادرة حقيقية باستثناء
صدام حسين. ولذلك فقد كان من الطبيعي أن يستحوذ على فكر الفلسطينيين الوهم بأن
صدام حسين سوف يحقق لهم أحلامهم فعلاً. لقد هتفوا بدعمهم لصدام حسين وقاموا
بالتنفيس عن غضبهم.
هتف الفلسطينيون في الكويت بسرور سراً حتى لو لم يكونوا قادرين على الكلام
علناً. فقد جاء الفلسطينيون إلى الكويت بحثاً عن عمل. وكانت عليهم إطاعة الكويتيين
كالعبيد حتى لو كان الكويتيون متغطرسين وكسالى. وعندما قام الجيش العراقي بغزو
الكويت، فرَّ الكويتيون مذعورين إلى السعودية. فسخر الفلسطينيون منهم وشعروا
بالرضا الذاتي. عندما أدرك الفلسطينيون أن العراق قامت بهجمات صاروخية على إسرائيل
ولكن إسرائيل لم تستطع الرد بسبب معارضة الولايات المتحدة، توقعوا أن يقوم صدام
حسين باستعادة وطنهم لهم.
إلا أن كُلاً من طموحات صدام حسين وتطلعات الفلسطينيين كانت أوهاماً. وبعد ستة
أشهر قامت حرب الخليج بتحرير الكويت. فقامت العراق رداً على ذلك بإشعال النيران في حقول النفط الكويتية قبل
انسحابها. اشتعل لهب أحمر ساطع في سماء الكويت وانتثر النفط الخام الأسود في
الصحراء. أصبحت سماء الكويت مطوقة بالدخان الأسود واجتاحت الظلمة البلد حتى في وضح
النهار.
(يتبع ----)
Areha
Kazuya
(من مواطن عادي في السحابة)
No comments:
Post a Comment