(محتويات)
الفصل 3: نعمة الله - طفرة النفط(16)
079 (4/4) البحث عن الثروات – تدفق المهاجرين إلى دول الخليج
في ذلك الحين كانت إحدى الشركات
اليابانية التي بدأت باكتشاف وتطوير النفط في المنطقة المحايدة بين الكويت
والسعودية بحاجة إلى قوى عاملة أيضاً. قامت الشركة بالإعلان عن الوظائف الشاغرة
عدة مرات. قام أمين شاتيلا بالتقديم على إعلان التوظيف الأول في عام 1961، ثم قام
ابن عائلة زهرة بالتقديم في عام 1968. كان كِلا الشابين من اللاجئين الفلسطينيين.
ولكن في حين ظلت جنسية أمين شاتيلا فلسطينية في وثائق التقديم، كانت جنسية ابن
عائلة زهرة أردنية. كان والد أمين فخوراً بكونه فلسطينياً، ولذلك لم يغير جنسية
عائلته. لقد كان يحلم بالعودة يوماً ما إلى طولكرم مسقط رأسه والعمل كمدرِّس مرة
أخرى. وأما عائلة زهرة فقد أدركت بأن استعادة الأراضي الزراعية في مسقط رأسها لم
يعد أمراً ممكناً. وعليه قاموا بتغيير جنسيتهم إلى الأردنية ليسهل عليهم الحصول
على وظائف. منذ ذلك الحين وهم يدعون بالأردنيين الفلسطينيين.
قام المواطن الأردني خطيب بالتقديم
على الشركة اليابانية أيضاً. وكانت الشركة تدعى بشركة النفط العربي. كانت شركات
النفط في الشرق الأوسط تتمتع بسمعة جيدة. وكانت رواتبها ومركزها الاجتماعي أفضل من
جميع الشركات الأخرى. شعر والدا خطيب بامتنان كبير عندما أرسل لهما ابنهما رسالة
إلى عمان يخبرهما فيها بانتقاله للعمل في شركة نفط. ولكن والده شعر ببعض الضيق لأن
الشركة المعنية كانت شركة جديدة ولم تكن شركة أوروبية أو أمريكية. إلا أنه أخذ
بعين الاعتبار أن البلاد العربية واليابان تعرضت للاضطهاد على يد الدول الغربية
بعد الحرب العالمية الثانية، وأن اليابان نهضت بعد ذلك من الرماد مثل طائر
الفينيق. لقد شعر الوالدان بالتعاطف مع اليابان والشعب الياباني.
لقد شاء القضاء والقدر أن يستقر
ثلاثة من الشبان العرب في بلدة صغيرة على ساحل الخليج العربي. أحدهم فلسطيني يؤمن
بإعادة إعمار وطنه، وآخر أردني فلسطيني قام بتغيير جنسيته من أجل حياة جديدة،
والثالث أردني يحلم بمستقبل مزدهر. وقد عملوا معاً في نفس القسم في شركة نفط
يابانية.
(يتبع ----)
Areha
Kazuya
(من مواطن عادي في السحابة)
No comments:
Post a Comment