(محتويات)
2-1 (41) مقارنة بين
الحكم الاستعماري الفرنسي والبريطاني(3/3)
من ناحية أخرى، قامت المملكة
المتحدة بمراكمة الخبرات الحكيمة عبر سيطرتها الاستعمارية الطويلة خلال عصر
الإمبراطورية البريطانية. قامت المملكة المتحدة بتعيين ابنيّ الحسين كملكين على كل
من الأردن والعراق. إنهم من نسل النبي محمد عليه السلام، إلا أن المملكة العربية
السعودية قامت بإخراجهم من مكة. في أوروبا الغربية حيث تشيع الديمقراطية، يبدو
النظام الملكي وكأنه مفارقة تاريخية عتيقة الطراز. لكن الشرق الأوسط كان لا يزال
عالَماً تتمتع فيه القبائل بالسلطة والدين الإسلامي متجذر في الحياة فيه. لقد كانت
الديمقراطيات الجمهورية والبرلمانية القادمة من أوروبا الغربية سابقة لأوانها في
الشرق الأوسط. لقد قامت المملكة المتحدة بالنظر إلى واقع الشرق الأوسط بشكل منطقي
وغير انفعالي.
خلال الحرب العالمية الأولى، قام
ضابط الجيش البريطاني توماس إدوارد لورنس (تي إي لورنس) الملقب بلورنس العرب
بمساعدة عبد الله بن الحسين الابن الثاني لشريف مكة والذي أصبح ملك الأردن
لاحقاً. كان تي إي لورنس مستشاراً لعبد
الله على الرغم من كونه مجرد عميل سري للحكومة البريطانية. في عام 1921 أصبح عبد الله حاكم إمارة شرق
الأردن، وفي عام 1946 حصلت الدولة على استقلالها وتحولت إلى المملكة الأردنية
الهاشمية. تم إرسال ابنه ولي العهد الأمير حسين إلى المملكة المتحدة للدراسة في
أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية. وساندهيرست هي أكاديمية تدريب شهيرة التحق
بها العديد من أمراء الشرق الأوسط الشباب الراغبين في تعلم الكيفية التي يصبح بها
المرء حاكماً جيداً. لقد قامت المملكة المتحدة بتحويل الهاشمي إلى حليف لها.
لقد كان الهاشمي حاكماً أرسلته
المملكة المتحدة إلى الأردن. ولكن بالنسبة للعرب العاديين فقد كان يكفيهم أن يكون
الحاكم من نسل النبي محمد عليه السلام. لقد اعتبروا الأمر هدية ثمينة من المملكة
المتحدة. قام أحد التجار العرب في العاصمة عمان بالترحيب الحار بالحاكم. وكان ابنه
خطيب المولود في 1939 عند بداية الحرب العالمية الثانية لا يتجاوز السبع سنوات
حينها. لم يكن الصبي قادراً على فهم المعنى الحقيقي لاستقلال بلاده بعدُ. ولكنه
كان يتذكر بوضوح ترحيب والده الحماسي بالحاكم الجديد.
(يتبع ----)
Areha
Kazuya
(من مواطن عادي في السحابة)
No comments:
Post a Comment